التصميم الغرافيكي- بيروت


التصميم الغرافيكي- بيروت

 

استمارة طلب إجراء التصميم الغرافيكي بلغتَين اثنتَين.

يطلب منا زبائننا في معظم الاستمارات التي يملؤونها بالعربية والإنكليزية والتي تتضمّن معطيات خاصة بهم وبالرسالة التي يرغبون إيصالها عبر التصميم الغرافيكي، وضع النصوص باللغة الإنكليزية على جهة وتلك بالعربية على الجهة الأخرى من الصفحة غير أنّ مصمّمة الغرافيك اللبنانية في شركتنا تشرح الأسباب وراء أهمية الاستغناء عن هذا الأسلوب والبحث عن طرقٍ مختلفة لدمج الثقافتَين من خلال استعمال أسلوب الطباعة العربية ومبادئ التصميم الغربية.

سنعطي مثالاً عن كيفية عملنا: الزبون هو إحدى وكالات الأمم المتحدة، عبّروا في الاستمارة الخاصة بطلب التصميم عن حاجتهم لتصميم مطوية تجمع بين اللغتَين الإنكليزية والعربية كما طُلِب إلينا إقامة توازن بين اللغتَين.

تُكتَب الحروف العربية من اليمين إلى اليسار عكس الإنكليزية بمعنى آخر فإن اتجاه النص بالعربية هو بعكس النص بالإنكليزية (ضبط النص العربي هو بمحاذاة اليمين حيث يتمّ مساواة الحافة اليمنى للفقرة بالهامش الأيسر ولكن إذا لم يكن مضبوطاً يكون موجّهاً نحو اليسار) وقد تمكنّا بفضل خبرتنا في حقل إنشاء اندماج حقيقي ما بين اللغتَين من وضع النص العربي المرتّب والمحاذي مباشرةً لجهة اليمين بجوار النص الانكليزي وهنا تتشكّل مساحة سلبية في الوسط بينما تكون الفقرات غير المضبوطة والتي لا تنتهي في خطّ واضح موجّهة نحو خارج الصفحة وغير متداخلة مع بقية المحتوى ممّا يسمح بتحقيق توازن بين النصَّين مع المحافظة على خليط معاصر واضح وموجَز.

أدّت التطّورات الحديثة التي أُدخِلَت بهدف التوفيق بين حاجات الإنتاج وإعادة الإنتاج الكبيرة في العالم العربي إلى التأثير بالتيبوغرافيا العربية وأدّت ليس فقط إلى تغيير شكل وجمالية الخطوط الطباعية العربية وإنما طالت استعمالاتها ومرونتها. جرى في السنوات القليلة الماضية استكمال أنواع الخطوط العربية التقليدية –كخط النسخ وخط الكوفي وخط الثلث وخط الديواني- بتشكيلة جديدة من الخطوط الطباعية الجديدة تبنّت خصائص عديدة من التيبوغرافيا اللاتينية التي سمحت باستعمال أشكال الحروف العربية بالسهولة ذاتها التي يجري فيها استعمال اللاتينية. الهدف ممّا يتقدّم هو الإبتعاد – ولكن ليس كلياً- عن التقاليد المتّبعة في كتابة الخط العربي واعتماد الخصائص العصرية للتيبوغرافيا اللاتينية التي من شأنها تسهيل استعمال أنواع الخطوط العربية من قبل كلّ أوساط العالم الحديث.

اخترنا استعمال الحرف العربي المسمّى ميكس آرابيك في التصاميم المذكورة أعلاه الذي جرى وضعه في إطار مشروع "إجراء مطابقة تيبوغرافية" الذي بدأ سنة 2005 بإشراف وتنسيق هدى سميتزهيوخين أبي فارس. هدف المشروع إلى خلق وابتكار "خطوط عربية تحمل النكهة الهولندية" بمعنى آخر لإيجاد نظير أو مثيل عربي للخطوط الموجودة باللغة الهولندية وذلك من أجل "إدخال أنواع تصميم الخطوط الهولندية العالية الجودة إلى أنماط تصميم الخط العربي التقليدية المتخلّفة" (سميتزهيوخين أبي فارس، 2005). قالت السيدة سميتزهيوخين أبي فارس "إن الدافع الرئيسي وراء المشروع يكمن في توجيه عملية تحديث و عصرنة الخطوط الطباعية العربية وفي تطوير جودة أشكال الحروف العربية". جرى لهذه الغاية تشكيل خمس فرق تصميم عربية-هولندية – يضمّ كل واحد منها مصمّماً هولندياً وآخر عربياً- عملوا على تنفيذ المشروع وإيجاد مثيلٍ عربي لأشكال الأحرف اللاتينية.

تمّ ابتكار الحروف المسمّى ميكس آرابيك والمُصمَّم من قبل لوكاس دو غروت ومنير الشعراني كشبيه أو نظير لعائلة الحروف المطبعية اللاتينية. اخترنا استعمال هذا الشكل بالتحديد لأنه يجمع بشكلٍ ممتاز تقاليد التيبوغرافيا العربية من جهة بالتيبوغرافيا اللاتينية البسيطة والعصرية من ناحية أخرى فضلاً عن ذلك فهو يتماشى جيداً ويتلاءم مع خط أو طقم الحروف المطبعية اللاتينية المُستعملة هنا –مثل: Rotis Sans و Franklin Gothic وأخيراً Din- بما أنّها على ذات الوزن والوضوح والبساطة.