تينا واي


تينا واي

‎أراد والد تينا أن تدرس ابنته إدارة الأعمال وهكذا، ولكونها إبنة صالحة ومُطيعة، درست وحصلت تينا على أوّل شهادة لها في إدارة الأعمال التجارية من الصين إلا أنها وجدت أن ذلك ليس مقدّراً لها وليس أصلاً ما تصبو إليه.

‎إتّخذت تينا إذاً قرارها بشقّ طريقها الخاصة وتسجّلت في الجامعة حيث تابعت دروساً في الرسم والرسم الزيتي والتصوير حيث وجدت ضالّتها وشعرت أنّ الرسومات والخربشة ممكن أن تُبعِدها عن حياة الصفقات التجارية وعن غدوات العمل!

‎قامت مجلة بيجينغ سين (الصادرة باللغة الإنكليزية والمشابهة لمجلة تايماوت الإنكليزية) باختيار تينا، بعد تخرّجها لتتدرّج في صفوفها في مجال التصميم الغرافيكي. أدركت حينها تينا أن الحصول على مهنة تحبّها ليس حلماً وإنما يمكن أن يصبح واقعاً.

‎تقدّمت تينا وتطوّرت في عملها في بكين حيث عملت طيلة أريع سنين كمصمّمة غرافيك.

‎لم يفارقها أبداً السؤال حول ما هي فائدة حيازة إجازة في إدارة الأعمال بالنسبة لمصمّم الغرافيك! قرّرت تينا من تلك اللحظة أن تنفض الغبار عن لعنة الاقتصاد وكان عليها أن تسافر وهكذا أتت إلى المملكة المتحدة... إلى لندن تحديداً.

‎تابعت تينا دراسة الفن طوال أربع سنوات في كلية الفنون في كامبرويل في لندن في المكان نفسه حيث درس سيد باريت الفنون الجميلة! حازت على إجازة في التصميم الغرافيكي واستحقّت مرتبة الشرف كما حازت على ماجستير في الرسوم التوضيحية. تشتهر كامبرويل بمقاربتها الخاصة والرفيعة المستوى للفنون أما تينا فقد طوّرت أسلوبها الشخصي وأفكارها في مجال صناعة الصورة وصناعة الأفلام كما طوّرت مهاراتها الأدبية الروائية. أطلقنا على المقاربة وعلى الأسلوب لقب خاصة أو شخصية، غير أن البعض أو الغالبية قد ينعتوهم بالسوداوية والغرابة التي تلامس الإزعاج!! قامت تينا بتصوير أفلام قصيرة وأخرى أطول، من الرسوم المتحركة بحسب تقنية توقف الحركة عُرضت في بعض أبرز مهرجانات الأفلام كمهرجان Premiers Plans Festival في باريس الموجّه للمخرجين الشباب الأوروبيين حيث تُعرض أعمالهم، فضلاً عن مشاركتها في مهرجان هالوين للأفلام القصيرة Halloween Short Film Festival(لندن). تتأثر أعمالها بشركة الفنون والتصميم الباريسية MM وبجولي فيرهوفين وتيم بورتون وفلوريا سيغيسموندي ودايفيد لينش وكواي بروزيرز وجان زفانكماجر وغيرهم... وجدت صعوبة في الإختيار ما بين صناعة الصور الثابتة وتلك المتحركة لذلك قرّرت أن تصبح مصمّمة متخصّصة في التصميم الرقمي حيث يمكنها عمل الإثنين معاً.

‎تشعر تينا وكأن في داخلها سمكة تحوم بطريقة روحية ولذلك رحّبنا بها بحرارة في إفشنسي، لم يكن ذلك فقط الدافع وراء هذا الترحيب الحار الذي حظيت به تينا وإنما أيضاً بفضل عملها الذي فاجأنا بشدة! إن تينا مطّلعة على علم الفلك وقراءة الطالع في الورق وعلى الأمور الماورائية والخيالية وتهوى أفلام الرعب اليابانية وهي فخورة جداً بأصولها الصينية من رأسها حتى أخامص أقدامها حيث مطبوع: صنع في الصين... صدّقونا لقد رأينا ذلك بأمّ العين!